السرقة عند الاطفال

بقلم أ. محمد المحمد
مفهوم السرقة عند الطفل: هي محاولته لتملك شيء ما يشعر أنه يملكه، فالطفل لا يدرك مفهوم السرقة ومعناه و أبعاده بالنسبة للمجتمع والدين والاخلاق والقانون لذلك يتوجب على الأهل التوضيح للطفل أنه عندما يأخذ شيء معين ليس من ضمن ممتلكاته أن يستأذن أولاً فإن أخذ الأذن يأخذه وإلا يعتبر سرقة وبذلك يتعلم الأطفال أن السرقة عمل خاطئ إذا وصف الآباء والأمهات هذا العمل بالخطأ وعاقبوا أطفالهم في حال الاستمرار في ممارسته، بذلك يبدأ مفهوم السرقة بالتبلور لدى الطفل.
إن الأطفال يسرقون لعدة أسباب منها:
الجهل: أحياناً يكون المشجع الرئيسي للطفل هو والديه، أي عندما يقوم الطفل بسرقة شيء ما و ليكن لعبة صديقه أو قريبه قد يلجأ الاهل الى الضحك أو عدم المبالاة تجاه هذا التصرف و بالتالي يؤدي ذلك الى شعور الطفل بالسعادة ظناً منه أنه عمل جيد.
الانتقام : قد يكون دافع الطفل الى السرقة هو الانتقام فمثلاً يتوهم بعض الأطفال ويشعرون بإهمال أو كرة والديهم لهم وذلك نتيجة لأسلوبهم الصارم معهم فيلجأ الأطفال إلي السرقة بهدف الانتقام مثل سرقته لوالده بهدف مضايقتة أو سرقة أحد زملائه لكي ينتقم منه وذلك لأنه يغار منه بسبب تفوقة وتميزة عليه.
الخوف من العقاب: وهنا يجب التركيز على أن الطفل يلجأ الى السرقة كسبيل خلاصه من العقاب الذي قد يتعرض له من الكبار " أب ، أم، معلم ...." لفقدانه أحد الأغراض أو النقود على سبيل المثال. فربما يلجأ الى سرقة زميله.
السرقة عند الأطقال
التفاخر: أي أن بعض الأطفال قد يشاهدون مثلا العاب مميزة مع أصدقائهم فيشعرون بالغيرة نحوهم خاصة عندما يتفاخرون عليهم فيلجأ الطفل الى سرقة المال لشراء لعبة شبيهة لها أو أفضل منها لكي يتفاخروا بها مدعيين أن والديهم أو أحد أقاربهم قد اشتراها لهم
الحرمان: هنا يلجأ الطفل الى السرقة للتعويض فقد يشعر الطفل في بعض الأحيان بنقص ما في بعض الاشياء ف يلجأ إلى السرقة كوسيلة لتعويض هذا النقص وهنا يجدر الذكر بأن البيئة الفقيرة والتربية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الطفل و توجهاته.
حب الاستطلاع: قد يلجأ الطفل الى السرقة بهدف حب الاستطلاع فمثلا قد يكون أحد الوالدين لديه حرص كبير على شيء معين و يُمنع اقتراب الطفل منه هنا يلجأ الطفل الى سرقته حبا للاستطلاع و التعرف على الشيء الذي يخفيه والديه عنه
التدليل الزائد: قد يستغرب البعض من أن يكون التدليل الزائد هو أحد الدوافع للسرقة عند الأطفال ولكن نعم هذا الواقع فالطفل الذي تعود على الحصول على أي شيء يريده ثم يفاجأ بالرفض والمنع لطلب من طلباته قد يلجأ الى السرقة للحصول عليه.
الكبت: قد يكون دافع السرقة في بعض الاحيان هو شعور الطفل بالكبت و عدم الراحة فيلجأ الى السرقة كوسيلة للراحة النفسية مثلاً قد يسرق المال لشراء لعبة او أكلة يحبها تبعده عن الضغوط التي يشعر بها
الكبت: قد يكون دافع السرقة في بعض الاحيان هو شعور الطفل بالكبت و عدم الراحة فيلجأ الى السرقة كوسيلة للراحة النفسية مثلاً قد يسرق المال لشراء لعبة او أكلة يحبها تبعده عن الضغوط التي يشعر بها
علاج سلوك السرقة عند الطفل:
من الممكن علاج مشكلة السرقة عند الأطفال عن طريق إتباع بعض الخطوات والنصائح. وهذة الخطوت هي :
الفهم: يجب علي الوالدين معرفة وفهم الدوافع والأسباب التي جعلت أبنائهم يتبعون هذا السلوك ، فقد يعود سببه إلي الشعور بالحرمان الاقتصادي بسبب نقص المال الذي منعه من شراء ما يريد أو لمنافسة زملائه ممن يملكون المال ، أو الحرمان العاطفي .
مواجهة المشكلة: يجب علي الأباء والأمهات مواجهة الأمر وعدم تجاهله ومعالجته بجدية حتي نصل إلى الحل الصحيح الذي يساعد في التخلص من هذا السلوك.
المراقبة: يجب علي الأهل مراقبة تصرفات وسلوكيات أطفالهم ومراقبة أنفسهم أيضا وذلك لأنهم قدوة ونموذج لأبنائهم بالإضافة إلي تعليمهم القيم الحسنه والأخلاق والأهتمام بكل مايحتاجونة حتي لايقوموا بأتباع هذا السلوك السئ.
تخصيص مصروف ثابت: يجب علي الوالدين تخصيص مصروف ثابت لأبنائهم لكي يساعدهم في شراء كل مايحتاجوا إليه حتي لايلجؤوا إلي أتباع سلوك السرقة حتي ولو كان المصروف قليل.
عدم التشهير: يجب علي الأباء والأمهات عدم التشهير بطفلهم أمام أخواته وأصدقائة في حالة ثبوت السرقة عليه وأيضا عدم منادته بألفاظ تجرح كرامته مثل عبارة (ياسارق أو يا لص) بل البحث دائما عن طريقة لمعالجته من هذا السلوك ولكن بهدوء وإتزان حتي لا نجعل منه سارقا حقيقيا.
تبسيط شرح خطورة وحرمانية السرقة: يجب أن يشرح الأباء و المعلمين أمام الأطفال عبارات سهلة الفهم لكي توضح خطورة جريمة السرقة وتحريم الدين والقانون لها.
علاقة حب وتفاهم: يجب تنمية وبناء علاقات وثيقة بين الأهل والأبناء علاقات تسودها المحبة والتفاهم والحرية في التعبير عن مشاكلهم ولكي يستطيع أيضا التعبير عن إحتياجاته دون تردد أو خوف من رد فعل والديه.