Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the naturalife domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /var/www/vhosts/ataarelief.org/ataabalsam.com/httpdocs/wp-includes/functions.php on line 6114
عطاء البلسم - التربية بين أنماط الشخصية الأربعة

التربية بين أنماط الشخصيات الاربعة

بقلم د. دجانة بارودي
يحكى أن فرخا صغيرا وجد نفسه بين مجموعة من البط، كان مختلفا ومنبوذا لدرجة انه اقتنع بأنه قبيح وغير محبوب. عانى من ابتعاد الجميع عنه، عاش وحيدا وحزينا إلى أن حدثت مفاجأة غيرت حياته، حيث رأى انعكاس صورته في الماء وحينها فقط اكتشف ذاته واكتشف بأنه مختلف عن البط لأنه ببساطة من الإوز وهذه ميزة لم يقدرها من قبل.
وكذلك نحن البشر كل منا له شخصيته التي تميزه عن غيره حسب ذاته وقدراته، فالأم يختلف أبنائها كل حسب شخصيته والمعلم في الفصل لديه طلبة يتميز كل واحد منهم حسب شخصيته. وقد أظهرت الأبحاث أنماطا مختلفة للشخصيات اجتمعت في أربع نذكرها هنا:
نمط الشخصية الجدي المتفرد: يكون صاحب هذه الشخصية حازما وغير متردد، يهتم بالنتائج ولا يركز على التفاصيل على حساب العلاقات الاجتماعية، يرغب دائما بالقيادة إذ يتميز بمهارة اتخاذ القرارات وسرعة البديهة ويقبل التحديات ويجتاز الصعوبات. أفضل أسلوب تربوي للتعامل مع أصحاب هذه الشخصية هو بالتحفيز لتحقيق النتائج. ومثالا على ذلك إن طلبنا من طفل لديه هذا النمط بأن يؤدي واجباته يفضل استخدام عبارات مثل "أنت ستستفيد ، أنت ستصبح أكثر اجتهادا وتميزا، أو سيسهل عليك دراسة الامتحان".
نمط الشخصية العملي التحليلي: صاحب هذه الشخصية مستمع جيد، مقيد بالتزام القوانين، يحب المنطق والأمور المجربة، يكون مثاليا في العمل على التطوير وليس الابتكار والخيال حيث إنه يفكر طويلا قبل اتخاذ القرارات بعد أن يدرس جميع الاحتمالات، ثابتا في غاياته ولديه القدرة على تحقيق أهدافه بشكل جيد حيث إنه مستقل بذاته ويعتمد على المشورة. للتعامل الأنسب مع هذه الشخصية يجب الاهتمام بالأدلة والتفاصيل والمنطق. وفي مثالنا السابق لطلب حل الواجب يفضل الإسهاب بشرح تفاصيل عن التفوق وكيفية الحصول عليه. ​
نمط الشخصية التعبيري الانفعالي: صاحب هذه الشخصية ممتع واجتماعي بدرجة كبيرة حيث يستمتع بتواجده مع الآخرين إلا أنه متقلب بانفعالاته، فقد يحب بشكل كبير ويكره نفس الشخص بشكل كبير بسبب موقف سيء منه. يعتمد على مشاعره باتخاذ القرارات. أكثر ما يميزه القدرة الكبيرة على الإبداع لأنه صاحب خيال واسع. أفضل تعامل تربوي معه يكون بالاستثارة الشعورية. تحفيز صاحب هذه الشخصية لأداء الواجب تكون باستخدام عبارات مثل: "ما أجمل منظرك وأنت تحل الواجب، كم تشعرني بالفخر عندما أراك وأنت تدرس".
نمط الشخصية الودي العاطفي: صاحب هذه الشخصية ودود ومحبوب وطيب القلب، علاقته فيها نوع من الدفء ويثق بسهولة بالناس، يستمتع بالعمل بفريق إلا أنه متردد ولا يستطيع اتخاذ قرار إلا بصعوبة ومساعدة، يحب كل الناس إلا أن علاقته تكون مع اثنان أو ثلاثة فقط. يتجنب المخاطر، متعاون مع غيره وهو متفان بخدمة الآخرين. نملك قلبه بتوطيد علاقات حميمة معه. ولذلك إذا طلبنا منه أداء الواجب نقول له "لأنني أحبك، لأنك صديقي، لأنني أخاف عليك".
التربية بين أنماط الشخصية الأربعة
قد يملك الشخص صفات مشتركة مع نمطين أو أكثر إلا أنه يغلب عليه نمط أكثر من غيره. وتكمن روعة فهم أنماط الشخصيات بأن يرى كل فرد منا انعكاس صورته الداخلية ليكتشف ذاته، ويفهم الشخص المقابل ليجد الأسلوب الأمثل للتعامل معه.