فَلْتُشرِق بَسْمتُك

بقلم إلهام عبدالعزيز الدوسري
يقول الشاعر:
توكلتُ في رزقي على اللهِ خالقي
وأيْقـنتُ أنّ اللّـهَ لا شـكَّ رازقـي
وما كانَ منْ رزقي فليسَ يفوتُني
ولو كان في قاعِ البحارِ العوامقِ
لو كنتُ طائراً وطُلبَ منّي أن أختارَ جناحين لأطيرَ بهما في هذه الدنيا فسأختارُ بلا تردد التوكلَ على الله سبحانه وتعالى ليكون جناحي الأول وسأختار الرضى بما قسم لي الله تعالى جناحاً ثانياً لأطيرَ بهما وأحلّقَ عالياً طوال حياتي التي قدّرها اللهُ لي على هذه الأرض.
"فمَنْ رضِيَ فَلهُ الرِّضى" .. لذلك الزم جناح الرضى وحاول أن تُبَسط الأمور وتتقبّل كل ما يحدثُ لك ولو كنتَ في قلبِ العاصفة وابحث باستمرار عن الطرق السهلة للنجاة واسعَ بكل ما أوتيتَ من قوة لتنفيذ مهامك والقيام بمسؤولياتك وانظر بعين الرضى والقبول لكل ما لديك وما هو موجود ولا تجعل تركيزك فقط على المفقود.
والزم جناح التوكل لتكُن كالطائر متوكلا على الله في كل أحواله أليس اللهُ هو ربُّنا؟ أليس اللّهُ هو حسبنا؟ كُن متقبلاً لمن حولك ولما حولك ولكل ما يحدث في حياتك من أحداث .. كُن راضياً عن تفاصيل حياتك ومجرياتها التي قدّرها الله لك .. كُن ساعياً في هذه الحياة باذلاً كل ما تستطيع من الأسباب لعمارتها .. كُن متذللاً خاضعاً لمشيئة الله تعالى في كلّ ما يُصيبكَ فالخضوع لله قوة وإيمان والرضا بما قسم الله ثبات واتزان والتوكل عليه جلّ شأنه سكينة واطمئنان.
واعلم أن الابتلاءات التي نُصاب بها والخسائر التي نتكبّدها تؤكّد لنا أنّ الحياة على سطح هذا الكوكب أبسط مما نتصور وأن الفوز في نهاية المطاف ليس لِمنْ مَلَك بل لمن رَضِي بقضاء الله وقدره وتوكّل على الله تعالى.
وقد قيل: « اعملْ عَمَل رجلٍ لا يُنجيهِ إلا عَملُه، وتَوكلْ تَوكُّلَ رجلٍ لا يُصيبه إلا ما كُتبَ لَه ».
فلتشرق ابتسامتك