الخوف عند الاطفال

بقلم أ. محمد المحمد
الخوف هو ردّةُ الفعل التي تَظهر على الفردِ في بعض المواقف التي يتعرّض لها، وذلك لخلق سلوك دفاعي لوصوله إلى حالة من الاستقرار، فهو سلوك طبيعيّ يَظهر عند الأطفال ويبدأ في سن ستة أشهر، ويتمثَّل في بدايته بالأصوات الفُجائية المرتفعة وفُقدان الطفل لتوازنه. يتدرّج سلوك الخوف وتتنوّع طبيعته كلّما تقدّم الطفل بالسن؛ حيثُ يكون مقبولاً إلى حدٍ معين وفي حال زادت حدِّيَّته وطُرق التعبير عنه أصبح يُشكّل عائقاً لسير حياة الطفل بشكل مستقر خالٍ من الأمان مليئاً بالتوتر، ويتشكّل هذا السلوك بمجموعةٍ من الاستجابات الانفعالية للمثيرات الخارجية التي تحدث في البيئة المُحيطة للطفل، وتختلف هذه الاستجابات من طفلٍ لآخر ومن فترةٍ زمنية لأُخرى .
هل الخوف مكتسب أم طبيعي:
- الخوف شعور طبيعي يمر به كل الناس باختلاف أعمارهم ولكن نجد الأطفال أكثر شجاعة فهم لا يخشون لمس الأشياء الساخنة او الخوف من الحيوانات الى أن يُعلمهم الكبار أنّ هذا ساخن يؤذي و أنّ ذاك الحيوان مخيف أو ان يعيش تجربة مؤلمة كلمس النار مثلا أو التعرض للسعة عنكبوت و هكذا يكتسب الطفل الخوف شيئاً فشيئاً وكل يوم يضيف الطفل خوف جديد إلى قائمة مخاوفه ولكن الجدير بالذكر انه يجب على الأهل عدم المبالغة في تخويف الطفل من أي شيء لكي لا يصبح أمراً مبالغاً فيه، وغير منطقيّ، بالاضافة للآثار النفسية العميقة التي قد يُسبّبها له، وتتمثل بالشعور بالقلق، والتأهّب المستمرّ من ظهور مُثيرٍ مُعيّن، والتفكير بشكلٍ مُستمر في كيفيّة التخلّص منه. وهذا ما نسميه الخوف المرضي.
الخوف عند الأطفال
- ويرى علماء النفس أن معظم أنواع الخوف مكتسبة مثل الخوف من العناكب والظلام وهذه مخاوف تنمو مع الإنسان منذ نشأته تبعاً للتأثر بالبيئة والثقافة وليس بشكل غريزي فطري.
علاج الخوف عند الأطفال
يقع على عاتق الوالدين لعلاج الخوف عند الطفل وعدم تحوله الى حالة مرضية " فوبيا" ما يلي:
- استيعاب مخاوف الطفل
- توفير بيئة مطمئنة له
- خلق جو من الدفء الأسري لدى الطفل في أغلب أحيانه مما يعزز ثقته بنفسه وبعائلته و بالتالي يعزز ثقته بالمجتمع المحيط
- الحب والشعور المتبادل بين افراد العائلة ينمي لديه الشعور بالامان و بالتالي التغلب على مخاوفه
- يجب على الأهل تفهم شعور الطفل بالخوف والتعاطف معه و تصحيح فهمه الخاطئ الذي يدفعه الى المبالغة في ردات فعله
- التدرج مع الطفل في التغلب على المثيرات المخيفة بالنسبة اليه حيث أنه لا يمكن التغلب على الخوف عند الاطفال من خلال الاجبار او الاكراه على مواجهة المثير لان ذلك من الممكن أن يؤدي الى نتيجة عكسية. وخلق حالة من الرعب والهلع لديه.
كيف اتصرف مع طفلي عندما يخاف:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه يمكن التقليل من شعور الطّفل بالخوف من خلال زيادة ثقته بنفسه، وتعزيز قدرته على التكيف
- تعليم الطفل على الاسترخاء يمكن تهدئة الطفل الخائف والباكي من خلال تعليمه على القيام بتمارين التنفس.
- صرف الانتباه: يمكن التقليل من خوف الطفل اتجاه الإبر على سبيل المثال كما أشار بحث أومان، من خلال صرف انتباهه على شيء آخر، حيث يمكن تشتيت انتباه الطفل تبعاً لعمره؛ فمثلاً يمكن صرف انتباه الأطفال الرضع من خلال الغناء، أو القصص، أو اللعب، أما الأطفال الأكبر سناً، فيمكن صرف انتباههم من خلال مشاهدة الفيديو، أو الاستماع للموسيقى.
- الانفتاح يمكن إبعاد الخوف عن الطفل من خلال الإجابة عن جميع الأسئلة التي تؤرّقه، مثل الحروب، أو الأمراض، أو المستشفيات، أو الموت، وغيرها؛ حيث تساعد معرفة الطفل معلومات عن مثل هذه الأشياء على تخطي هذا الخوف.
- لا تجعل من مخاوف طفلك أضحوكة: فهذا التصرف غير لائق ولن يساعد طفلك على التغلب على مخاوفه.ان يؤذيه أحد. - أكد لطفلك أنه محبوب : من المهم جدا تأكيدك لطفلك أنك تحبه أنك متواجد لحمايته طوال الوقت ولن تسمح
- أكد لطفلك أنه محبوب : من المهم جدا تأكيدك لطفلك أنك تحبه أنك متواجد لحمايته طوال الوقت ولن تسمح
كيف يعبر الطفل عن خوفه وكيف اعرف ان طفلي يخاف؟ يمكن للطفل التعبير عن مخاوفه من خلال :
- البكاء والصراخ
- عدم قبوله بالانفصال عن والديه فمثلا قد نجد طفل لا يقبل النوم لوحده في الغرفة
- تصرف الأطفال بطريقة اندفاعية مبالغ فيها، وافتقادهم للتركيز وتشتت انتباههم، واتكالهم على الآخرين بشكل ملفت للنظر.
- صدور بعض الحركات الانفعالية العصبية من الأطفال بشكل متكرر مثل الارتعاش والارتجاف بشكل مؤقت.
- عدم قدرة الأطفال على النوم، وبقائهم مستيقظين لأطول فترة ممكنة بسبب الأرق الناتج عن الشعور بالخوف.
- ظهور بعض الأعراض الجسدية على الأطفال مثل التعرق الشديد وتسارع دقات القلب وسرعة التنفس.
- شعور الطفل بآلام حادة في المعدة.