Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the naturalife domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /var/www/vhosts/ataarelief.org/ataabalsam.com/httpdocs/wp-includes/functions.php on line 6114
عطاء البلسم - الهشاشة النفسية

الهشاشة النفسية

اعداد: د. امل محمد عبيد
مستشارة في جودة الحياة منذُ 1991م.
الهشاشة النفسية هي حالة تتميز بالضعف والانكسار العاطفي عند مواجهة التحديات والصعوبات في الحياة. الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية يشعرون بالقلق والخوف والحزن والغضب بشكل مبالغ فيه، ولا يستطيعون التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية وإيجابية. بل يسمحون لهذه المشاعر أن تسيطر على حياتهم وتؤثر على صحتهم وعلاقاتهم وأدائهم.
بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى الهشاشة النفسية هي:
- تجارب سلبية في الماضي، مثل التعرض للإساءة أو الإهانة أو الخيانة أو الفقدان أو الصدمة.
- نقص الثقة بالنفس والتقدير للذات، والشعور بالنقص والفشل والعجز.
- مقارنة النفس بالآخرين، والتركيز على السلبيات والعيوب، وتجاهل الإيجابيات والمزايا.
- انخفاض مستوى المرونة النفسية، وهي القدرة على التأقلم مع التغيرات والضغوط في الحياة.
- افتقار إلى المصادر الداعمة، مثل الأصدقاء أو الأسرة أو المجتمع أو المؤسسات.
- اتباع نمط حياة غير صحي، مثل التغذية السيئة أو قلة النوم أو عدم ممارسة الرياضة أو التدخين أوتعاطي المخدرات.
إذا كنت تشعر بأنك تعاني من الهشاشة النفسية، فلا تقلق، فهناك طرق عديدة للتغلب عليها وتحسين حالتك. بعض هذه الطرق هي:
- طلب المساعدة من مختص نفسي، سواء كان طبيب أو مستشار أو معالج. هذا سيساعدك على فهم سبب حالتك وتشخيصها وإيجاد خطة علاجية مناسبة لك.
- التحدث عن مشاعرك مع شخص تثق به، سواء كان صديق أو قريب أو زميل. هذا سيساعدك على التخفيف من ضغطك والحصول على دعم وتفهم وتشجيع.
- تطوير مهارات التفكير الإيجابي، وذلك بتغيير طريقة نظرك إلى المشكلات والتحديات. حاول أن ترى المشكلات كفرص للتعلم والنمو، وأن تبحث عن الجوانب الإيجابية في كل موقف، وأن تشكر على ما تملكه مننعم ومواهب.
- تعزيز ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، وذلك بالاعتراف بقيمتك وإمكانياتك وإنجازاتك. حاول أن تحدد أهدافك وتسعى لتحقيقها، وأن تحتفل بنجاحاتك وتتعلم من أخطائك، وأن تعامل نفسك بحب واحترام.
- اكتساب مرونة نفسية أعلى، وذلك بتطوير مهارات التأقلم مع التغيرات والضغوط في الحياة. حاول أن تواجه المشاكل بشجاعة وحلول، وأن تستخدم استراتيجيات التخفيف من التوتر، مثل التنفس العميق أوالتأمل أو الصلاة أو اليوغا أو الهوايات.
- اتباع نمط حياة صحي، وذلك بالاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية. حاول أن تتناول غذاء متوازن ومغذي، وأن تنام بشكل كافٍ ومنتظم، وأن تمارس الرياضة بانتظام، وأن تتجنب المواد المضرة، مثل التدخين أو المخدرات.
الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية يحتاجون إلى مساعدة نفسية لتحسين حالتهم وزيادة مرونتهم وثقتهم بأنفسهم.
هناك عدة طرق للعلاج النفسي للهشاشة، ولكن يجب أن تختار الطريقة التي تناسبك وترضيك، وأن تستشير مختص نفسي قبل البدء في أي علاج. بعض هذه الطرق هي:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هذا العلاج يهدف إلى تغيير طريقة تفكيرك وتصرفك نحو المشاكل والتحديات التي تواجهك. يساعدك هذا العلاج على التعرف على الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤثر على مزاجك وسلوكك، وتحديها بالأدلة والحقائق، واستبدالها بأفكار ومعتقدات إيجابية تساعدك على التغلب على المشاعر السلبية مثل القلق والخوف والحزن والغضب. كما يساعدك هذا العلاج على تطوير مهارات التعامل مع المواقف الصعبة، مثل حل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتخطيط، والتنظيم، والتواصل، والتأقلم.
- العلاج السلوكي المعرفي الموجه نحو الحل (SFBT): هذا العلاج يهدف إلى مساعدتك على التركيز على الحلول الممكنة لمشاكلك بدلاً من التفكير في المشاكل نفسها. يساعدك هذا العلاج على تحديد أهدافك ومواردك وقواصمك، وإيجاد خطوات صغيرة ومحددة وواقعية لتحقيقها. كما يساعدك هذا العلاج على تقدير التقدم الذي تحرزه والتغييرات الإيجابية التي تحصل عليها .
- العلاج الموسيقي (Music therapy): هذا العلاج يستخدم الموسيقى كوسيلة للتواصل والتعبير والتفاعل مع نفسك والآخرين. يمكن أن يشمل هذا العلاج سماع أو عزف أو غناء أو كتابة أو تأليف الموسيقى. يساعدك هذا العلاج على تحسين مزاجك وانفعالاتك وثقتك بنفسك، وتخفيف التوتر والقلق والاكتئاب، وزيادة التناغم مع ذاتك والآخرين.
- العلاج باقتناء الحيوانات (Animal-assisted therapy): هذا العلاج يستخدم الحيوانات كأصدقاء ومساندين للأشخاص المصابين بالهشاشة النفسية. يمكن أن يشمل هذا العلاج التفاعل مع حيوانات مثل الكلاب أو القطط أو الخيل أو الأرانب أو غيرها. يساعدك هذا العلاج على تحسين صحتك البدنية والنفسية، وزيادة شعورك بالرضا والسعادة، وتطوير مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين .
- العلاج المركز على المشاعر (EFT): هذا العلاج يهدف إلى مساعدتك على فهم مشاعرك وتقبلها وإدارتها بشكل أفضل. يساعدك هذا العلاج على التواصل مع مشاعرك، والتعبير عنها بطريقة صحية، وإطلاق سراحها من خلال التنفس أو التأمل أو التدليك أو غيره من التقنيات. كما يساعدك هذا العلاج على تحديد الحاجات والأهداف التي ترغب في تحقيقها، وإيجاد طرق لتلبيتها بطريقة إيجابية.
- العلاج بالفن (Art therapy): هذا العلاج يستخدم الفن كوسيلة للتعبير عن نفسك ومشاعرك بشكل إبداعي. يمكن أن يشمل هذا العلاج رسم أو تلوين أو نحت أو كتابة أو موسيقى أو رقص أو غيره من الأنشطة الفنية. يساعدك هذا العلاج على استخراج مشاعرك من داخلك وتحويلها إلى شيء ملموس يمكنك رؤيته وتقييمه وتعديله. كما يساعدك هذا العلاج على تحسين ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، وزيادة إبداعك وخيالك .
ومن اقوى الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج الهشاشة النفسية هي المعالجة النفسية بالإيمان. هذه الطريقة تستخدم الاسلام كمصدر للتوجيه والراحة والقوة للأشخاص المصابين بالهشاشة النفسية. ترتكز هذه الطريقة على مبادئ إسلامية مثل:
- التوحيد: هو الإيمان بأن الله وحده هو المولى والخالق والرازق والمدبر لكل شيء، وأن لا شريك له ولا نظير له. هذا الإيمان يساعد على تحرير الإنسان من خوف الأسباب والمخلوقات، وتوجيه ثقته وتوكله إلى الله وحده. كما يساعد على تقبل قضاء الله وقدره، والرضى بما أعطى وما منع، والصبر على ما أصاب من بلاء أوابتلاء.
- الصلاة: هي ركن من أركان الإسلام، ووصلة بين العبد وربه. تساعد الصلاة على تطهير القلب من الذنوب والشوائب، وتذكير الإنسان بذكر الله وشكره. كما تساعد على تخفيف التوتر والقلق، وزيادة الطمأنينة والسكينة، وتحصيل المغفرة والرحمة.
- الدعاء: هو حديث العبد مع ربه، وطلب ما يحتاج إليه من خيرات الدنيا والآخرة. يساعد الدعاء على تقوية علاقة الإنسان بالله، وإظهار حاجته إليه، وثقته بأنه سميع مجيب. كما يساعد على تفريج الكروب والغموم، وزوال المشكلات والصعاب.
- التفاؤل: هو الإيمان بأن هناك خيرًا في كل شيء، وأن مع كل عسر يسرًا، وأن ما بعد الضيق الا الفرج. يساعد التفاؤل على تعزيز النظرة الايجابية للحياة، وتجنب التشاؤم والإحباط. كما يساعد على استغلال فرص التغيير للأفضل، وتحدي المخاوف بالأمل.
- التضامن: هو التآزر والتعاون مع المؤمنين في الخير والتقوى، والمشاركة في أفراحهم وأحزانهم. يساعد التضامن على تقوية الروابط الاجتماعية بين المسلمين، وزيادة الحب والمودة بينهم. كما يساعد على تخفيف الوحدة والعزلة، والحصول على الدعم والمساندة وتعزيز الثقه بالنفس.
هذه بعض من المبادئ الإسلامية التي يمكن أن تساعد في المعالجة النفسية بالإيمان.
هذه بعض الأمثلة على طرق العلاج النفسي للهشاشة، ولكن هناك المزيد منها. أنصحك بالبحث عن المزيد من المعلومات عن هذه الطرق، والاستفادة من المصادر الموثوقة على الإنترنت أو في المكتبات. كما أنصحك بالبحث عن مختص نفسي في منطقتك، والتواصل معه للحصول على المشورة والدعم.
ولتحديد مستوى الهشاشة في اي شخص، يمكن استخدام بعض الأدوات والمقاييس النفسية التي تقيس مدى قدرة الشخص على التعامل مع المشاعر والضغوط والتغيرات في الحياة. بعض هذه الأدوات هي:
- مقياس الهشاشة النفسية لطلاب الجامعة من العينات غير الكلينيكية¹: هذا المقياس يتكون من 30 فقرة تغطي خمسة أبعاد من الهشاشة النفسية، وهي: التوتر، والقلق، والاكتئاب، والانزعاج، والانفعال. يجب على المجيب أن يختار درجة مدى تأثره بكل فقرة من خمس درجات (من أبداً إلى دائماً). كلما كانت الدرجة أعلى، كان ذلك يدل على مستوى أعلى من الهشاشة.
- اختبار مينيسوتا متعدد الأوجه للشخصية (MMPI-2)²: هذا اختبار شامل يقيس عدة جوانب منشخصية الفرد وصحته النفسية. يحتوي على 567 فقرة تغطي 10 مقاييس رئيسية و15 مقياس فرعي. بعض هذه المقاييس تتعلق بالهشاشة النفسية، مثل: اضطراب المزاج، والقلق، والارتباك، والانطواء، والهستيريا. يجب على المجيب أن يختار إجابة صح أو خطأ لكل فقرة. كلما كانت الدرجة أعلى على مقياس معين، كان ذلك يدل على اضطراب أو انحراف في ذلك المجال.
- اختبار رسم الأسرة المتحركة (KFD)³: هذا اختبار إسقاطي يستخدم لتقييم دورانية الأسرة والصحة النفسية للأفراد. يطلب من المجرب أن يرسم صورة لأسرته في حال كانوا يفعلون شيئًا معًا. ثم يُطلَب منه أن يصف ما رسمه وماذا يفعل كل فرد في الصورة. يتم تحليل الرسم والوصف بناءً على عدة مؤشرات، مثل: حجم وشكل وموضع وإظهار المشاعر لكل فرد في الصورة. هذا يساعد على فهم دور كل فرد في الأسرة والعلاقات بينهم والثقافة والقيم التي تحكمهم. كما يكشف عن صورة المجرب لنفسه ولأسرته ولمحيطه.
هذه بعض الأمثلة على الأدوات والمقاييس التي يمكن استخدامها لتحديد مستوى الهشاشة في نفسية اي شخص. ولكن يجب أن تستخدم هذه الأدوات بحذر وبإشراف مختص نفسي، لأنها تحتاج إلى تفسير دقيق وموضوعي. كما يجب أن تؤخذ في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تؤثر على نتائج هذه الأدوات، مثل: الحالة الصحية، والمزاج، والتعب، والتوتر، والانشغال، والتحفيز.
ولتحقيق التوازن النفسي يجب دمج المبادئ الإسلامية مع التقنيات والأساليب الحديثة للتخفيف من آثار الهشاشة وهو عملية تتطلب منك التفكير بعقلانية ووعي، والاستفادة من كل ما ينفعك، والابتعاد عن كل مايضرك. هذه بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحقيق الفائدة:
- اعرف نفسك وحالتك: قبل أن تبحث عن أي علاج أو مساعدة، عليك أن تتعرف على نفسك وحالتك بشكل جيد. حاول أن تفهم سبب شعورك بالهشاشة، وما هي الأعراض التي تظهر عليك، وما هي العوامل التي تزيد منها أو تقلل منها. كما عليك أن تقيِّم قدراتك وإمكاناتك وضعفاتك وقوَّاتك، وأن تحدد أهدافك وطموحاتك في الحياة. هذا سيساعدك على اختيار الطرق المناسبة لتحسين حالتك، وتجنب الطرق التي قد تضرُّ بك أوتخدِّر حسَّك¹.
- طلب المساعدة من مختص نفسي: إذا شعرت بأن حالتك تحتاج إلى مساعدة نفسية مهنية، فلا تتردد في طلبها من مختص نفسي مؤهل وموثوق. هذا سيساعدك على فهم حالتك بشكل أفضل، وإيجاد خطة علاجية مناسبة لك، ومتابعة تقدمك وتحديث خطتك حسب الحاجة. كما سيساعدك على التغلب على أي صعوبات أو عقبات قد تواجهها في طريق التحسُّن.
- الانفتاح على التقنيات والأساليب الحديثة: لا تغلق نفسك على التقنيات والأساليب الحديثة التي قد تفيد في علاج حالتك، مثل: الأدوية، والبرامج، والأجهزة، والألعاب، وغيرها. هذه التقنيات والأساليب قد تساعد في تخفيف آثار الهشاشة، وزيادة ثقتك بنفسك، وتطوير مهارات جديدة، وزرع شعور بالإنجاز. لكن يجب أن تستخدم هذه التقنيات والأساليب بحذر، وبإشراف طبِّى أو نفسى، لأنها قد تحمل آثارً جانبية أوتفاعلات سلبية مع عوامل أخرى.
- الالتزام بالمبادئ الإسلامية: لا تنسى أن تلتزم بالمبادئ الإسلامية التي ترشدك إلى الطريق الصحيحفي الحياة، وتمدك بالقوة والراحة والأمل. من هذه المبادئ: التوحيد، والصلاة، والدعاء، والتفاؤل، والتضامن. هذه المبادئ تساعدك على تقوية علاقتك بالله، والاعتماد عليه، والرضى بقضائه، والصبر على ما أصابك. كماتساعدك على تحسين علاقتك بنفسك، وبالآخرين، وبالبيئة.
هذه بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها للتخفيف من آثار الهشاشة النفسية.
أرجو أن تكون قد استفدت من هذه المعلومات، وأن تستطيع تطبيقها في حياتك.
المراجع للاستزادة:
(1) مقاييس واختبارات نفسية Psychological testing | مواقع أعضاء هيئة التدريس. https://faculty.ksu.edu.sa/ar/aabdou/course/44081.
(2) الهشاشة النفسية: مفهومها وأعراضها وطرق علاجها. https://www.annajah.net/الهشاشة-النفسية-مفهومها-وأعراضها-وطرق-علاجها-article-35858.
(3) الهشاشة النفسية لدي عينة من طلاب الجامعة: دراسة كلينيكية. https://maeq.journals.ekb.eg/article_275924.html.
(4) الهشاشة النفسية. https://mental.mawdoo3.com/n/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9.