العلاج النفسي الإنساني هو أحد أنواع العلاج النفسي التي تركز على تطوير إمكانات الفرد وتحقيق ذاته وتحسين نظرته لذاته وحياته. يعتمد هذا العلاج على فكرة أن كل إنسان لديه قدرة داخلية على التغيير والنمو والتحسن، وأن المشاكل النفسية تنشأ من عدم التوافق بين حاجات الفرد وبيئته.
العلاج النفسي الإنساني نشأ في منتصف القرن العشرين كرد فعل على المدارس النفسية السابقة، مثل العلاج التحليلي والعلاج السلوكي، التي اعتبرت أنها تقلل من كرامة وحرية الإنسان. من أبرز مؤسسي هذا الاتجاه هم كارل روجرز وأبراهام ماسلو وروولو ماي.
العلاج النفسي الإنساني يشمل عدة أنواع فرعية، مثل:
- العلاج المركز على الشخص: يهدف إلى توفير بيئة داعمة ومقبولة للمريض، حيث يستطيع التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية، والتوصل إلى حلول بمساعدة المعالج.
- العلاج الموجه نحو المهام: يهدف إلى تحديد المشكلات التي يواجهها المريض في حياته، ووضع أهداف محددة وقابلة للقياس لحلها، وتطبيق خطط عملية لتحقيقها.
- العلاج المستمد من المعاناة: يهدف إلى مساعدة المرضى الذين يعانون من مشكلات مزمنة أو خطيرة، مثل المرض أو الموت أو التمييز، على إيجاد معانٍ جديدة لحياتهم، وتطوير قبول وتكيف مع حالتهم.
- العلاج بالإدراك: يهدف إلى تغيير نظرة المرضى لأنفسهم والآخرين والعالم، من خلال تصحيح التصورات والأحكام الخاطئة أو المبالغ فيها، وزيادة ثقتهم بقدراتهم.
أساليب العلاج النفسي الإنساني تختلف باختلاف نوعه، لكن بشكل عام تستخدم طرق تفاعلية وتشاركية بين المرضى والمعالج، مثل:
- المحادثة: هي أساس جميع أشكال العلاج، حيث يستخدم المعالج مهارات استماع فعّال وتعبير موضوعي وتعاطفي، لمساعدة المريض على فهم نفسه ومشاكله بشكل أفضل.
- الإيحاء: هو استخدام كلمات أو صور أو أصوات تؤثر على حالة المريض النفسية أو الجسدية، بحيث تساعده على الاسترخاء أو التحفيز أو التغلب على المخاوف أو الألم.
- التخيل: هي تقمص المريض لشخصية معينة، مثل نفسه في المستقبل أو شخص آخر في حياته، لتجربة مشاعر وأفكار جديدة، والتعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته.
- الألعاب: هي استخدام أنشطة ترفيهية أو تعليمية، مثل الرسم أو الكتابة أو الموسيقى أو الرياضة، لتنمية مهارات المريض وإبداعه وتحسين مزاجه.
العلاج النفسي الإنساني يستخدم في علاج مجموعة واسعة من المشكلات النفسية والعاطفية، مثل:
- الاكتئاب.
- القلق.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- صعوبات التواصل.
- اضطرابات الشخصية.
- اضطرابات التعلم.
- مشكلات الإدمان.
- المشكلات الزوجية.
العلاج النفسي الإنساني هو أحد أنواع العلاج النفسي التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد وتطوير إمكاناتهم وتحقيق ذاتهم. يمكن أن يستخدم هذا العلاج للتعامل مع مجموعة من المشكلات النفسية والعاطفية، بما في ذلك المشاكل الزواجية.
العلاج النفسي الإنساني للمشاكل الزواجية يركز على تحسين التواصل والتفاهم والتعاطف بين الزوجين، وتقدير قيمة كل طرف وإحترام حريته وخصوصيته. كما يساعد الزوجين على التعرف على حاجاتهم ورغباتهم وأهدافهم، والبحث عن سبل مشتركة لتحقيقها. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الزوجين على استخدام إبداعهم وابتكارهم لحل المشكلات والصعوبات التي تواجههم.
العلاج النفسي الإنساني للمشاكل الزواجية يستخدم طرق مختلفة كما فصلنا اعلاه، مثل المحادثة، والإستماع، والإيحاء، والتخيل، والألعاب، لتحفيز التفاعل والتشارك بين الزوجين. كما يستخدم بعض التقنيات المستمدة من أنواع أخرى من العلاج النفسي، مثل العلاج المركز على الشخص، أو العلاج المستمد من المعاناة، أو العلاج بالإدراك.
العلاج النفسي الإنساني لا يحتوي على محاذير خطيرة، لكن قد يسبب بعض الانزعاجات النفسية للمرضى، مثل:
- إحياء ذكريات مؤلمة من الماضي.
- مواجهة مشاعر سلبية تجاه الذات أو الآخرين.
- تغيير نظام الحياة أو التخلي عن بعض العادات.
ولكن من الفوائد أن هذا العلاج يحترم كرامة وحرية الإنسان، ويشجعه على تحقيق إمكاناته وتحسين نوعية حياته. كما أنه يساعد المرضى على تطوير مهارات التواصل والتعاون والإبداع والتفكير النقدي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يقلل من الأعراض النفسية والجسدية المزعجة، مثل الاكتئاب أو القلق أو الألم.
لكي تستفيد من العلاج النفسي الإنساني، يجب أن تتبع بعض الوصايا أو المبادئ التي تساعدك على تحقيق أهدافك وتحسين حالتك. هذه بعض الوصايا التي يمكن أن تستخدمها:
- كُن صادقًا مع نفسك ومع المعالج. لا تخف أو تحجب أو تزيف مشاعرك أو أفكارك أو تجاربك. افتح قلبك وعقلك للتغيير والتطور.
- احترم نفسك والآخرين. لا تحكم على نفسك أو على المعالج أو على أي شخص آخر بشكل سلبي أو نقدي. اقبل نفسك والآخرين كما هم، بدون شروط أو مطالبات.
- كُن مسؤولًا عن حياتك. لا تلقِ باللوم على الظروف أو الأشخاص أو الماضي على مشاكلك. اعترف بأخطائك وتعلم منها. اتخذ قراراتك بحرية وثقة.
- كُن نشطًا وإبداعيًا. لا تكتفِ بالجلوس والانتظار أو التذمر والشكوى. ابحث عن حلول جديدة ومبتكرة لمشاكلك. جرب أشياء جديدة ومثيرة للاهتمام. استخدم مهاراتك ومواهبك.
- كُن مستعدًا للتحديات والصعوبات. لا تخشى من المخاطرة أو المغامرة أو المواجهة. اطلب المساعدة عند الحاجة. تغلب على مخاوفك وضعفاتك.
- كُن متفائلاً وإيجابيًا. لا تستسلم للإحباط أو الإحباط أو الإحباط. ركز على
- كُن مستمتعًا وسعيدًا. لا تأخذ حياتك على محمل الجد أو التشاؤم. استمتع بالأشياء الصغيرة والبسيطة. ابتسم واضحك وامرح.
هذه بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك على الاستفادة من العلاج النفسي الإنساني. طبعًا، هذه ليست قواعد صارمة أو مطلقة، بل هي إرشادات وتوجيهات تعتمد على رؤية العلاج النفسي الإنساني للإنسان والحياة. يمكنك تكييفها وتطبيقها بحسب حالتك وظروفك.
يختلف العلاج الإنساني عن أساليب العلاج النفسي الأخرى في أنه لا يركز على تشخيص المشكلة أو تغيير سلوك المريض أو تحليل الماضي، بل يركز على حالة المريض في الحاضر وإمكانية تغييره من خلال اختياراته.
بعد أن تعرفنا على مفهوم العلاج النفسي الإنساني وبعض الفوائد والتحديات التي يمكن أن يواجهها المرضى والمعالجون في هذا النوع من العلاج.
نأمل أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مفيدة ومثيرة للاهتمام.
للاستزادة:
(1) العلاج النفسي - Mayo Clinic (مايو كلينك). https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/psychotherapy/about/pac-20384616.
(2) أنواع العلاج النفسي، تعرف عليها | الطبي. https://altibbi.com/مقالات-طبية/الصحة-النفسية/انواع-العلاج-النفسي-8799.