راحة البال ليست من المحال

اعداد: د. امل محمد عبيد
مستشارة في جودة الحياة منذُ 1991م.
راحة البال هي حالة نفسية تتميز بالهدوء والسكينة والرضا عن النفس والواقع. راحة البال تعتبر من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإنسان في حياته، فهي تمنحه القدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات بشكل أفضل، وتزيد من ثقته بنفسه وإيجابيته.
راحة البال ليست مستحيله وليست مرتبطة بمستوى الثروة أو الشهرة أو الجمال، بل هي نتيجة للتوازن الداخلي والرضا عن ما قسمه الله.
من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان راحة البال هي:
- القلق والخوف من المستقبل أو المجهول.
- التفكير المتكرر في المشاكل والمصاعب والندم على الماضي.
- عدم الرضا عن الذات أو الجسم أو المهارات أو الإنجازات.
- التعلق بالأشياء المادية أو الأشخاص بشكل مفرط.
- عدم التوكل على الله والثقة بحكمته ورحمته.
بعض المميزات التي تترتب على اكتساب راحة البال هي:
- تحسين صحة الجسم والنفس، فراحة البال تقلل من التوتر والضغط والأمراض المزمنة.
- زيادة الإنتاجية والإبداع في العمل والدراسة، فراحة البال تزيد من التركيز والذكاء والذاكرة.
- تعزيز جودة العلاقات مع الآخرين، فراحة البال تجعل الشخص أكثر انفتاحًا وتفاهمًا وتعاطفًا.
- تقوية الروح والإيمان، فراحة البال تقرب الشخص من الله وتجعله أكثر شكرًا وصبرًا.
بعض المهارات التي تساعد على تحقيق راحة البال هي:
- ممارسة التأمل والصلاة والذكر، فهذه الممارسات تهدئ الذهن وتزيل الشواغل.
- ممارسة الرياضة بانتظام، فهذه التمارين تفرز هرمونات السعادة وتحسن المزاج.
- ممارسة هواية محببة أو مفيدة، مما يزيد من شعور الإنجاز والثقة.
- ممارسة التفاؤل والإيجابية، فالتفاؤل يغير نظرة الشخص للأمور وتجعله يرى المحاسن في كل شيء.
يوجد أنواع مختلفة من التأمل والصلاة والذكر، وكل نوع له خصائصه وفوائده الخاصة. بعض الأمثلة على أنواع التأمل هي:
- التأمل واللطف والمعروف: هو نوع من التأمل يهدف إلى زيادة الحب والتأمل تجاه كل شيء من حولك بما في ذلك الأشخاص، إلى جانب مصادر التوتر. يساعد هذا النوع من التأمل على تخفيف الغضب والحزن والاستياء.
- الإسترخاء التدريجي: هو نوع من التأمل يهدف إلى التركيز على مسح الجسم من أجل التركيز على مناطق التوتر في الجسم، وذلك للمساعدة في التخلص منه بصورة أفضل. يساعد هذا النوع من التأمل في تحسين صحة الجسم والنفس.
- اليقظة الذهنية: هو نوع من التأمل يهدف إلى التركيز على الحاضر واللحظة الحالية، في محاولة الإبتعاد عن الأفكار المرتبطة بالماضي أو المستقبل. يساعد هذا النوع من التأمل في تقليل المشاعر السلبية وتحسين القدرة على التركيز والذاكرة.
- تأمل التنفسي: هو نوع من التأمل يحتاج إلى ممارس لقيادة التمرين. هذا النوع من التأمل يهدف إلى إيجاد الوضعية المناسبة في الجلوس، والتركيز على عملية التنفس والعمل على ملاحظة الأفكار دون أي أحكام. يشبه هذا النوع من التأمل اليقظة الذهنية بشكل كبير، إلا أنه يتطلب الكثير من التدريب والانضباط والتهذيب مع التحكم في عملية الشهيق والزفير.
ومن امثلة أنواع الصلاة والذكر التي تريح البال وتهدأ النفس حتى تكون مطمئنه متوكله على ربها راضيه بقدره:
- صلاة التهجد: هي صلاة تؤدي في الثلث الأخير من الليل، وهي تحتوي على سور من القرآن، وركعات متعددة، ودعاء. تساعد هذه الصلاة على قرب العبد من ربه، والتواصل معه في أحب الأوقات إليه، والسؤال عن حوائجه ومشاكله.
- صلاة الاستخارة: هي صلاة تؤدي عندما يكون الإنسان مترددًا بين أمرين، أو عندما يريد اتخاذ قرار مهم في حياته. تحتوي هذه الصلاة على ركعتين، وسورة الفاتحة، وسورة أخرى، ودعاء خاص. تساعد هذه الصلاة على استشارة الله في أموره، وطلب الخير منه، والرضا بقضائه.
- أذكار الصباح والمساء: هو ذكر يقال في أول النهار وآخره، ويحتوي على آيات من القرآن، وأذكار مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأدعية الجامعة. يساعد هذا الذكر على حفظ الإنسان من كل شر، وزيادة تحصنه بالله من الوساوس وهمزات الشياطين، وتذكيره بالخلق سبحانه مدبر الأمر في كل حال.
- ذكر التسبيح والتكبير: هو ذكر يقال في أي وقت من النهار أو الليل، ويحتوي على كلمات تمجد الله وحمده وتعظيمه. يساعد هذا الذكر على تنزيه الله عن كل نقص، وشكره على كل فضل، وتعظيمه على كل قدرة.
إن راحة البال ليست من المحال في كل الاحوال فهي نعمة كبيرة من الله، وهي مطلب أساسي للحياة السعيدة والمتوازنة. يمكن للإنسان أن يحصل على راحة البال باتباع بعض النصائح والتمارين التي تساعده على التخلص من القلق والحزن والتفكير السلبي، وتجعله يشعر بالرضا والهدوء والسكينة. وأهم شيء هو أن يتوكل على الله ويثق بقضائه وقدره، فهو خير الحاكمين وأرحم الراحمين.