ثقتك بنفسك ضعيفة، أو تشعر بأنها مهزوزة، وتحتاج أن تتعلم كيف تكون شخصية واثقة؟ إذن يمكنك معالجة ذلك من خلال ثلاث خطوات أساسية، أولا فهم ماذا تعني الثقة بالنفس ولماذا تضعف، والخطوة الثانية تعلم كيفية تعزيز الثقة بالنفس وتحسين تقدير الذات، والخطوة الثالثة معرفة متى تحتاج أن تطلب الدعم والعون بعد محاولاتك المتعددة لرفع ثقتك بنفسك.
ماذا تعني لك الثقة بالنفس؟
ثقتك بنفسك تعني أن تعتقد بقدرتك على أداء المهام أو تحقيق أهدافك بنجاح. تشمل الثقة بالنفس الإيمان بقدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة، حل المشكلات، والتفاعل بشكل فعّال في المواقف الاجتماعية والمهنية. من جوانبها مدى الثقة بمهاراتك وقدراتك على إنجاز المهام (مثل قيادة سيارة أو تميزك بأداء وظيفتك، وكذلك شعورك بالراحة والثقة في علاقاتك الاجتماعية عند تكوينك لصداقاتك أو عند التحدث أمام المجموعة. كذلك تكون في الثقة عند اتخاذ قرارات حياتية مهمة .
عادة ما يخلط الناس بين الثقة بالنفس وتقدير الذات، حيث يتعلق تقدير الذات بكيفية تقييمك لنفسك بشكل عام، وبمدى اعتقادك أنك تستحق الحب والاحترام والتقدير من الآخرين، وكيف تحدد قيمتك الذاتية، ويشمل نظرتك لنفسك واقتناعك بها في سياق هويتك، وإنجازاتك، وعلاقاتك. قبول نفسك كما أنت، بعيوبك ونقاط قوتك. يشمل تقديرك لذاتك شعورك بأنك شخص ذو قيمة ولديك ما تقدمه، يشمل أيضا الرضا عن حياتك وإنجازاتك بشكل عام وقدرتك على التعامل مع النقد بدون الإحساس بالتهديد لقيمتك الشخصية.
إذن يختلف تقديرك لذاتك عن قتك بنفسك بأن الثقة بالنفس تركز بشكل أكبر على المهارات والقدرات العملية في سياقات معينة، بينما تقديرك لذات ك هو شعور أعم يشمل قيمتك الشخصية والرضا عن الذات بشكل شامل. وعليه فإن ثقتك بنفسك تنبع من التجارب السابقة والمعرفة بأن لديك المهارات اللازمة لإنجاز مهمة معينة بينما ينبع تقديرك لذاتك من إحساس عميق بقيمتك كشخص بغض النظر عن النجاحات أو الإخفاقات. فبالتالي قد يكون لديك ثقة عالية بنفسك في مجال معين مثل عملك ولكن لديك تقدير ذاتي منخفض بشكل عام، ما يمكن أن يكون تقدير ذاتك العالي مصدرًا للثقة بالنفس في مجالات متعددة حتى لو كانت قدراتك في بعض هذه المجالات غير كاملة.
كيف ترفع من ثقتك بنفسك، حلول عملية تطبيقية؟
1- تحويل الحديث الداخلي السلبي الذي تقوله لنفسك إلى إيجابي، من خلال تحديد الأفكار السلبية التي تدور في ذهنك والتي تقلل من ثقتك بنفسك. سجلها على ورقة وحدد بدائل لها تتدرب على تكرارها، .
2- تحسين علاقاتك الإيجابية من خلال التقرب من الأشخاص الإيجابيين والداعمين. العلاقات الإيجابية تساهم في بناء الثقة بالنفس وتقدير الذات.
3- تحد نفسك بالخروج من منطقة الراحة بشكل بسيط يوميا، جرب مواقف جديدة، فمن خلال التحدي تتعلم وتنمي الثقة بنفسك تدريجياً، ركز على الخطوات الصغيرة فالخروج من دائرة انعدام الأمان وفقدان الثقة، يحتاج لوقت طويل، فلن تتحول لشخص آخر بين ليلة وضحاها، لذا ركز على انتصاراتك الصغيرة، فإذا كنت تخشي اللقاءات الاجتماعية ولا تجيد التصرف فيها، فجرب وحاول مع شخص واحد فقط، وافتح معه دائرة للحوار، ستنجحِ واحتفلِ بهذا النجاح.
4- ضع نفسك في مقدمة أولوياتك واحرص على الراحة النفسية والجسدية من خلال التخفيف من الأمور التي تسبب لك الإجهاد والتوتر، وابحث عن الأنشطة التي تساعد في الاسترخاء مثل التأمل أو النزهات في الطبيعة.
5- قدر إنجازاتك الصغيرة فاكتبي قائمة بالإنجازات الصغيرة التي تحققها في حياتك.
6- تعلم مهارات التحكم بالانفعالات ويكون ذلك بالتعرف على مشاعرك السلبية وتعلم السيطرة عليها أو التخفيف منها.
8- كن الصديق المقرب لنفسك، فواحدة من أهم خطوات العلاج المعرفي السلوكي، هو أن تتعامل مع ذاتك وكأنها صديقك المقرب، الذي سيمنحك الدعم طيلة الوقت في كل المواقف، وأخبر نفسك بما كان سيقوله هذا الصديق لتشجيعك وحثك على الإقدام .
9- ضع حدودا لما ما يؤذيك وخفف من تعاملك مع من يقلل منك، وإن كان من يؤذيك شخصا لا يمكنك قطع علاقتك به كوالديك مثلا أو مدير عملك الذي لا تستطيع تغييره، فحاول دائما أن تفرغ أولا بأول، وتعلم أن تحدد من مدى إساءتهم بالحديث المباشر معهم "هذا الأسلوب يزعجني" أو بغير المباشر "سأعود إليكم عندما تتكلمون معي بلطف" مثلا.
10- انتبه للغة جسدك فمن الممكن أن يعبر جسدك عن الشعور بعدم الثقة وانعدام الأمن، فتجلس أو تقف أو تمشي، بطريقة تبدو وكأنك لا تريد أن يراك أحد، لذلك حاول أن تكون دوما على صلة بجسدك وتفهمه وتعيد توجيهه بما يظهر ثقتك بنفسك.
11- اكتب قائمة بمميزاتك عندما تشعر بأنك حبيس حالة من حالات ضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان، أحضِر ورقة وقلما، وابدأ بكتابة مميزاتك، التي تراها بنفسك، فمهما كانت بسيطة، اكتب مواقف مررت بها وحققت فيها نجاحا ملحوظا، دون جميع ما تذكريه من أشياء قد تكون حافزا لك في الأوقات الصعبة.
12- حدد المعتقدات والأفكار السلبية التي تسيطر عليك، حاول التغلب عليها وإثبات عكسها، وذلك من خلال كتابة هذه الأفكار السلبية على ورقة، ثم كتابة بعض الجمل التي تعدّ دليلاً لتتحدى بها نفسك، بالإضافة إلى كتابة بعض الصفات الإيجابية التي تتصف بها.
متى تحتاج طلب العون والمساعدة؟
إذا كنت قد حاولت تطبيق كل ما سبق من مسببات تساعد برفع ثقتك بنفسك، واستمريت بالمحاولة لشهر على الأقل، بعض وضعها بخطة تتابع بها نفسك وتكافئ نفسك على أي تقدم بها، وبعد كل ذلك لم تشعر بأنك أكثر ثقة فعليك إذن أن تراجع أخصائى لمساعدتك على علاج أسباب المشكلة فقد تكون آثار وذكريات الماضي أو الصدمات التي مررت بها مازالت مؤثرة بشكل كبير على قدرتك على التحكم بحياتك لتستطيع تحسين وتعديل ما تريد منها، ننصحك بمراجعة أحد أخصائي منصة عطاء بلسم لتحديد المشكلة ووضع خطوات عملية تناسب. كما تحتاج طلب المساعدة إذا كانت ثقتك بنفسك تعيق حياتك كأن تمنعك من التقديم لوظيفة خوفا من الفشل لعدم اعتقادك بأنك تستحقها مثلا، أو إن كانت ثقتك بنفسك تسبب لك معاناة شديدة وشعورا بمزاج منخفض بشكل مستمر.